الأبوة والأمومة خلال السنوات الأولى

هكذا تضع الأساس لصحة طفلك النفسية

إن الأبوة والأمومة في السنوات الأولى هي وقت مشوق، بحيث يكون نمو الطفل سريعاً ويتوجب على الوالدين تعلم الكثير عن ذلك. لكن هل تعلم أن ما تفعله مع طفلك في كل يوم له أهمية كبيرة لصحته النفسية مستقبلاً؟

لقد أظهرت الأبحاث بعض الأشياء التي يمكن للوالدين القيام بها والتي من شأنها تعزيز العلاقة مع الطفل، بذات الوقت تضع الأساس لصحة الطفل النفسية لمراحل عمره المستقبلية. إن الأمر يتعلق بالاهتمام بإشارات الطفل والاستجابة لها، بحيث يُسمى ذلك "بالإرسال والرد".

كلما نجحت في الإرسال والرد مع طفلك، كلما أصبحت قوته أكبر ليكون قادراً على إدراك نفسه في المستقبل وتكوين علاقات جيدة مع الأصدقاء واجتياز دراسته وتصبح حالته النفسية جيدة. إن معظم الوالدين يفعلون ذلك ولكن دون معرفة مدى أهميته. هناك أربعة أشياء مهمة يجب تذكرها عند بالإرسال والرد تتلخص فيما يلي: مشاركة التركيز والتشجيع وتعليم المفردات والتناوب بناءً على وتيرة الطفل. يصف هذا الفيلم كيفية القيام بذلك.

يمكنك هنا مشاهدة المقاطع المستخرجة من الفيلم والتعلم أكثر عن هذه الأشياء الأربعة التي من المهم التفكير بها عند القيام بالإرسال والرد:

مشاركة التركيز:

 

تعني مشاركة التركيز أن تكون مع طفلك عندما يكون مهتماً بشيء ما. من خلال مشاركة التركيز فإنك تشجع طفلك على اكتشاف الأشياء، وهذا من شأنه أن يعزز العلاقة بينك وبينه. إن أكبر اهتمام للطفل هما الوالدين، لذلك فإن طفلك سيعتبر الأشياء التي تضع اهتمامك بها أمراً مهماً بالنسبة له!

من السهل في الحياة اليومية المليئة بالضغوط أن تقوم كوالد بالتركيز على أشياء أخرى غير الأشياء التي يبدي الطفل اهتماماً بها. قد يكون من الصعب الانفصال عن كل المستلزمات والمطالب اليومية أو ترك الهاتف كي تشارك التركيز مع طفلك. لكن حتى اللحظة القصيرة، حوالي عشر دقائق، من مشاركة التركيز قد تعني الكثير لطفل صغير.

يمكنك مشاركة التركيز من خلال مشاهدة ما يشاهده أو يمسكه أو يشير إليه أو عندما يطلب منك رؤية شيئاً. إن هذه فرصة ثمينة لتعليمه مفردات الشيء الذي تشاركان التركيز عليه.

التشجيع

 

عندما يقوم الطفل بتقديم إرسال ما فيتوجب عليك تقديم الرد وذلك من خلال تشجيعه. يمكنك تشجيعه بالكلام أو من خلال هز الرأس أو إظهار سعادتك أو احتضانه.

يزداد فضول الطفل ورغبته في اكتشاف الأشياء عندما تقوم بتشجيعه. يشعر الطفل أن ما يبدي اهتماماً به ذي قيمة. وهذا بدوره يبني الثقة بالنفس والأمان. من الجيد أن تجعل التشجيع عادةً في سن مبكر. عندما يبدأ الطفل في التحرك واكتشاف الأشياء بمفرده، فقد يكون التشجيع طريقة إيجابية لإنشاء حدود آمنة له وإرشاده. يمكن للوالدين استخدام التشجيع بدلاً مما يقوموا به في كثير من الأحيان كقول توقف ولا.

الانعكاس الذاتي: مشاركة التركيز

برأيك، ما هي الأشياء الجيدة التي يجب التركيز عليها مع طفلك؟ متى تفعل ذلك عادةً؟ لاحظ سلوكك الخاص خلال يوم عادي وكم مرة تشارك طفلك التركيز. متى يكون هذا الأمر صعباً؟ هل هذا الشيء أمراً تريد أن تفعله بصورة أكبر؟


الانعكاس الذاتي: التشجيع

قم بالانتباه لكيفية تشجيعك لطفلك. هل تستخدم كلمات وتعابير الوجه و/أو حركات محددة؟ هل يمكنك تشجيع السلوك الإيجابي لإرشاد الطفل؟ على سبيل المثال، إذا حاول الطفل وضع قلم رصاص في فمه، فبدلاً من قول لا، يمكنك إعطاء الطفل لعبة يمكنه وضعها في فمه وتشجعيه بقول كلمة "نعم هكذا!"


تعليم المفردات

 

عندما تصف بالكلمات ما يشير إليه أو يهتم به الطفل، فإنك تساعده على فهم محيطه. يعد تطوير اللغة أحد أهم أسس البناء في السنوات الأولى. تعتبر العديد من المفردات عامل حماية مهم للصحة النفسية. وكما أنها تعزز قدرة الطفل على توصيل احتياجاته والتخطيط لأعماله والتعلم في المدرسة.

يمكنك تعليمه مفردات أي شيء مثل شيء ما (كمصباح أو كلب) أو ما يقوم شخص ما بفعله (الجري أو الطبخ) أو تعليمه شعور ما (الحزن أو الفضول). إن وجود كلمات تعبر عن المشاعر من شأنها أن تجعل الطفل أكثر أماناً ولها أهمية كبيرة لصحة الطفل النفسية في المستقبل. يتعلم الطفل التعرف على مشاعره ومشاعر الآخرين، وهي أسس بناء مهمة للقدرة على البحث عن الراحة والتعاطف مع الآخرين في المستقبل.

التناوب بناءً على وتيرة الطفل

 

عندما تستجيب لإرسال الطفل، فإنك تمنح الطفل أيضاً الفرصة لمواصلة التفاعل من خلال الإرسال مرة أخرى. إن التفاعل بهذه الطريقة، ذاهباً وإياباً، يضع الأسس المهمة لنمو الطفل الاجتماعي حيث يكون التعاطف وقدرة التعاون مهمة. يتعلم الطفل في النهاية الانتظار وعدم السماح للنزوات أن تسود في علاقته بالآخرين.

إن تبادل الأدوار بناءً على وتيرة الطفل مهم أيضاً. أن يكون لدى الطفل الوقت الكافي للقيام بإرسال جديد عند تبادل الأدوار يمنح الطفل فرصته لتطوير أفكاره الخاصة، وهذا الأمر يمنحه الثقة بنفسه. إذا سارت الأمور بسرعة كبيرة أو ببطء شديد، فقد يصاب الطفل بالإحباط. إن الأطفال مختلفون وإذا كان الوالدين قادرين على التكيف مع وتيرة طفلهم فهذا الشيء يساعده.

الانعكاس الذاتي: تعليم المفردات

هل تقوم بتعليم الطفل مفردات الأشياء التي تجذب اهتمامه؟ هل تقوم بتعليم الطفل مفردات تتعلق بمشاعره؟

اختر وقتاً من اليوم على سبيل المثال، عندما تتناولون الطعام أو عند ارتداء الملابس أو عندما تنوّم الطفل، وركز على تعليمه المفردات التي يلاحظها في محيطه. على سبيل المثال، "أنت تشير إلى القميص الأصفر" أنت تريد الدمية خاصتك".

يمكنك على سبيل المثال، تعليمه المفردات المتعلقة بالمشاعر من خلال قول "لقد أصبحت الآن حزيناً" أو "أوه، كم أنت سعيد اليوم" أو "أرى أنك متعب/جائع/عطش" أو "لقد شعرت بالغضب عندما لم يُسمح لك بالزحف هناك".


الانعكاس الذاتي: تبادل الأدوار بناءً على وتيرة الطفل

كيف هي وتيرة طفلك؟ هل يحتاج إلى الكثير من الوقت لمعالجة تجربة ما، أم أنه ينفذ صبره عندما تسير الأمور ببطء شديد؟

كيف يسير الأمر بالنسبة لك فيما يتعلق بمطابقة وتيرتك مع وتيرة طفلك؟


نصائح إضافية

يوجد على Vårdguiden 1177 الكثير من المعلومات والنصائح حول الأبوة والأمومة في السنوات الأولى. نحن نشجع الوالدين أن يقوموا أيضاً بقراءة معلومات مفيدة حول كيفية تعزيز العلاقة بينكما وبين طفلك.

في حال شعرت بأن الأمر صعباً – فقم بطلب المساعدة!

هل لديك طفل لا يقوم بأي إرسال؟ أو طفل يقوم بإرسالات طوال الوقت؟ إن جميع الأطفال مختلفين. حيث إن البعض لا يُرسل إشارات كثيرة أو يعطون إشارات ليس من السهل إدراكها. يرسل الأطفال الآخرون الكثير من الإشارات وقد يشعر الوالدون بأن الطفل يحتاج إلى الكثير من التحفيز ويواجه صعوبة في الشعور بالهدوء.

ربما تجد أن محتوى الفيلم مشابهاً لنفسك وتقوم فعلاً بعمل الكثير مما يتضمنه. لكنك تعتقد أنه من الصعب معرفة كيفية القيام بالإرسال والرد مع طفلك أو تشعر أنه ليس لديك الوقت والطاقة، فلا تتردد حينها في الاتصال بمستوصف الأطفال الخاص بطفلك. يمكن للمستوصف تقديم النصيحة والدعم لك!