الولادة – عندما يحين موعد الولادة


يمكن أن يبدأ المخاض بطرق مختلفة. غالبًا ما يبدأ بالأوجاع، ولكن العلامة الأولى يمكن أن تكون أيضًا نزول الماء أو نزول إفرازات لزجة مختلطة بالقليل من الدم. اتصلي بقسم الولادة عندما تحتاجين إلى مساعدة أو عندما تعتقدين بأن ماء الولادة قد نزل.

في المستشفى ستقابلين أولاً قابلة قادرة على تقييم ما إذا كان المخاض قد بدأ بشكل كافٍ لتبقين في المستشفى. إذا كان المخاض قد بدأ فعلاً، فسيتم تسجيل دخولك إلى المستشفى.
من أجل التأكد من وضع الطفل في الرحم، يتم فحص صوت قلب الطفل بمساعدة جهاز CTG والذي يتتبع نبض الطفل ويتتبع ما يحصل في رحم الأم خلال فترة الانقباضات.

ُعتبر ولادة الطفل مؤلمة. لكن نسبة الألم تختلف من شخص لآخر. هناك أيضًا عدة طرق للتعامل مع الألم. الأساس الجيد هو الاستعداد جسديًا ونفسيًا. يمكنك الاستعداد مثلاً من خلال النوم وتناول الطعام بشكل جيد وحضور دورة التحضير للولادة. أثناء مرحلة الولادة ستقوم القابلة بتقديم المشورة بشأن ما يمكنك فعله لتخفيف الألم وتقدم لك النصائح حول الطريقة الأفضل لك. يمكنك العثور على معلومات حول الطرق المختلفة للتخفيف من الألم هنا.

بصفتك شخص تقدم الدعم فإنه لديك دور مهم للغاية أثناء الولادة. فقط من خلال تواجدك أثناء الولادة وأن تكون قريباً ستتمكن من إحداث فرق كبير. كما وأن الدعم المستمر يمكنه أن يقلّل حتى من الحاجة إلى تخفيف الآلام بالطرق الطبية، واستخدام جهاز شفط الجنين واللجوء للعمليات القيصرية. الدعم الأفضل يأتي من الشخص الذي تربطه علاقة وثيقة بالمرأة التي ستلد. يمكننا أن نصف الشخص الذي يقدم الدعم أثناء الولادة بانه منارة على الأرض وأن الشخص الذي يلد هو قارب في بحر هائج. كل ما هو مطلوب منك هو أن تكون ثابتاً في وجه العاصفة.

القاعدة الأولى هي أن تكون قريبًا من الأم التي ستلد. جرّب أنواعًا مختلفة من الملامسة والتدليك. إذا وجدت شيئًا ذو فعالية، فقم بالاستمرار في فعله. إذا لم تكونا متأكدين من فعالية التدليك، يمكنكما اختباره أثناء ثلاثة انقباضات ثم تقييم فعاليته بعد ذلك. تذكر أن عملية الملامسة يجب أن تتم من الأعلى للأسفل في نفس اتجاه الرحم والجنين. قُم بحركات بطيئة واسأل الأم الحامل عن شعورها وفيما إذا كانت الطريقة مريحة لها. إذا قامت بتوبيخك، فهذا على الأرجح بسبب الضغط والتوتر الذي تشعر به المرأة عند الولادة. وبالتالي عليك العمل بجد أكبر لمحاولة جعل من تلد تشعر بالأمان. اطلب المساعدة من الطاقم الطبي إذا كنت تشعر بعدم قدرتك على ذلك. ليس غريبًا أنك أنت أيضًا قد تحتاج إلى الدعم والمساعدة.

المرحلة الكامنة (ما قبل المخاض)
خلال المرحلة الكامنة، تبقى معظم النساء في المنزل. في البداية عادة ما تأتي الانقباضات بشكل غير منتظم وتشعر المرأة بآلام مشابهة لآلام الدورة الشهرية. لكن تدريجيًا تصبح الانقباضات أكثر إيلامًا وتصبح بشكل مكثف أكثر. حينها يصبح من الجيد أن تستريح المرأة، وأن تحصل على تدليك بسيط، أو أخذ حمام ساخن. إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الأشياء التي تعمل على تخفيف الألم، جرّبي Alvedon أو Panodil أو استخدمي Tens، وهو جهاز صغير به أقطاب كهربائية محفزة للأعصاب عبر الجلد.
المرحلة النشطة (التوسع)
في مرحلة التوسع تصبح الانقباضات أقوى وأطول وأكثر انتظامًا. في هذه المرحلة يتوسع عنق الرحم بالكامل. عندما تأتي 3-4 انقباضات في خلال مدة 10 دقائق، هذا يعني أنه قد حان الوقت للاتصال بقسم الولادة في المستشفى.
مرحلة الخروج
يكون الجنين في هذه المرحلة قد نزل إلى أسفل الحوض وقد حان الوقت للبدء بالدفع. قد يكون لديك الرغبة بشكل غريزي حينها في أن تقومي بالدفع، ولكن قد تطلب منك القابلة مواصلة التنفس خلال حدوث الانقباضات. إما أن يكون ذلك لأن الطفل لم ينزل بما فيه الكفاية بعد. أو حتى تمتد الأنسجة بشكل أكبر للخارج، وذلك للتقليل من احتمالية حدوث التمزقات الكبيرة.
مرحلة ما بعد الولادة
يكون الطفل في الخارج الآن وعلى الأرجح تم وضعه على صدر أمه فوراً. عادة ما يبدأ الطفل في التنفس والصراخ من تلقاء نفسه، ولكن في بعض الأحيان قد يحتاج الطفل إلى المساعدة في ذلك من قبل القابلة. الآن تتحقق القابلة أيضاً من خروج المشيمة وتقلص الرحم. إذا كنت بحاجة إلى الخياطة، تقوم القابلة بإعطائك التخدير اللازم.

أن تلدي طفلاً ليس شيئًا تحتاجين إلى تعلمه. الجسم يعرف بالضبط ما يجب عليه فعله. ومع ذلك، هناك عوامل مختلفة تمنع الجسم من العمل بحرية. عندما تبدأ عملية الولادة ويبدأ الألم، يتفاعل الجسم غالبًا مع ذلك من خلال ارتفاع نسبة التوتر. وهو عبارة عن رد فعل يسمى "fight or flight". في هذه الحالة تصبح العضلات مشدودة، والتنفس يتغير، والأم التي ستلد تركز فقط على الألم وعلى محاولة إخراج نفسها من الوضع الذي وجدت نفسها فيه. رد الفعل هذا ليس خطيرًا، ولكنه يمكن أن يجعل الولادة طويلة ومرهقة لكل من الأم والطفل.

تحدث زيادة التوتر أثناء المخاض بسبب هرمون الأدرينالين. يمكن موازنة رد الفعل هذا من خلال هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد الإنسان على الهدوء والشعور بالراحة. إنه مهدئ ومسكن للألم ويساعد الرحم أيضًا على التقلص بشكل فعال. من خلال تهيئة الظروف التي تشعر الأم بالأمان، نكون قد ساعدنا الجسم على إفراز الأوكسيتوسين. وبهذا يصبح من السهل أيضًا التعامل مع ما يحدث أثناء الولادة. هنا وبصفتك شخص تقدم الدعم، يمكنك إحداث فرق كبير من خلال تواجدك بالقرب من الأم، وربما من خلال بعض التدليك أو شيء آخر يكون محطّ تقدير من قبل الأم.

خلال المرحلة النشطة من المخاض، يوجد إيقاع معين بالنسبة للانقباضات. يستمر الانقباض الواحد لمدة 60-90 ثانية تقريبًا ويأتي بعد ذلك استراحة تكون على الأقل مساوية لمدة الانقباض. يمكن وصف الانقباضات بأنها كالأمواج، أو قمم جبال وسهول، حيث يكون الجزء السفلي من كل سهل هو نقطة شدة الألم. حاولا إيجاد الإيقاع معًا حتى تتمكني من الدفع خلال الانقباضات والاستراحة أثناء فترة زوالها. ركزّي على الوقت الحاضر واهتمي بكل انقباض على حدى. عندما ينتهي الانقباض، يمكنكما التنهد معًا لتسهيل عملية الاسترخاء وإعادة التهييء للقادم.
التنفس
إلى اللواتي سيلدن ركزي على أن تتنفسي بهدوء وصمت عند الانقباضات. إذا كنت تتنفسين بقوة، فسوف يحدث هناك خلل في توازن الجسم، مما سيؤدي إلى تقليل نسبة الأكسجين الذي يصل إلى الرحم وإلى الجنين.
إلى الذين يقدمون الدعم للأمقدّم المساعدة عن طريق الاستماع إلى التنفس. إذا سمعت التنفس بوضوح، فيمكنك أن تذكر الأم بمحاولة التنفس بهدوء أكثر.
الاسترخاء
إلى اللواتي سيلدن من الطبيعي أن يكون جسمك مشدوداً، ولكن حاولي أن يكون كل جسمك مسترخٍ خلال الانقباضات. ركزي على الفكين والكتفين والمؤخرة والفخذين، لأن هذه الأعضاء تكون مشدودة بشكل كبير عندما نصاب بالتوتر. هناك عضلة واحدة فقط تحتاج للعمل خلال الانقباضات وهي الرحم.
إلى الذين يقدمون الدعم للأمابحث عن المناطق المشدودة في جسم الأم من خلال النظر والإحساس. ساعد على حثّ الأم على الاسترخاء من خلال الكلام معها ولمس جسدها بلطف.
الصوت
إلى اللواتي سيلدن استخدمي صوت منخفض وناعم خلال الانقباضات. فكري في أن يكون الفكين كأنهما ثقيلين ومسترخيين. عندما تدخل الولادة في المراحل الأكثر شدة، غالبًا ما يكون من الصعب الحفاظ على عملية تنفس هادئة وصامتة. حينها قد يكون من الجيد والمريح بأن تخرجي صوتاً عند الزفير. عندما تركزين على صوت محدّد فإن ذلك يسهل أيضًا من عملية تحمل الألم.
إلى الذين يقدمون الدعم للأماستمع إلى الصوت وذكّر الأم باستخدام الصوت المنخفض عند الحاجة. لا تخف من أن تقوم أنت أيضًا بإخراج الأصوات. قد يكون من المريح بالنسبة لأولئك اللواتي يلدنَ أن يخرجن صوتاً عندما يقوم شخص آخر في الغرفة بعمل الشيء نفسه أيضًا.
بعض الأفكار
إلى اللواتي سيلدن ثقي بنفسك وتذكري أن الجسد مذهل، مهما كانت الطريقة التي تلدين من خلالها. تذكري أن الانقباض الذي ينتهي لا يعود أبدًا وأن انقباضات الولادة لها فترات راحة بالرغم من الألم، على عكس ألم الأسنان والأنواع الأخرى من الألم. قد تعتقدين أيضًا أن الأمر صعب الآن، لكن فكري بأنك ستقابلين طفلك الصغير قريبًا.
إلى الذين يقدمون الدعم للأم قم بتشجيع الأم وذكّرها بالأشياء الإيجابية وساعدها على تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية. إذا فقدت الأم التي تلد الثقة في نفسها، يجب عليك الوقوف بثبات والاستمرار في تشجيعها.
إذا كانت هناك أشياء تجعل من الصعب أو من الخطر أن تتم الولادة عن طريق المهبل، فقد يكون من الضروري القيام بعملية قيصرية.
بخلاف ذلك، فإننا نوصي عادةً بالولادة المهبلية. يمكنك قراءة المزيد حول الطرق المختلفة للولادة هنا.
بعد الولادة يحدث نزيف من الجرح في الرحم، من مكان التصاق المشيمة. هذا يسمى نزيف ما بعد الولادة ويزول عادةً في غضون 6-8 أسابيع. خلال تلك الفترة، يكون خطر الإصابة بعدوى الأمراض أكبر من المعتاد. لذلك من المهم تجنب الاستحمام في حوض الاستحمام بل الاستحمام وقوفاً، وتجنبي ممارسة الجنس بدون واقي ذكري واستخدمي الفوط الصحية وليس أي أشياء أخرى مما يمكن استخدامه عادة عند حدوث الطمث. من المهم أيضًا القيام بتدريب للعضلات في كل من البطن والحوض لتجنب أي مشاكل صحية في المستقبل.
بعد 8 إلى 12 أسبوعًا من الولادة، يحين موعد زيارة الرعاية الصحية في المركز الصحي لمقابلة القابلة. حيث تتحدثون حول الولادة وكيف كانت، وتتحدث الأم التي انجبت عن حالتها الصحية وكيف تشعر، كما تتحدثون عن أساليب منع الحمل. عادة ما يكون من السهل أن تصبح المرأة حاملاً مجدداً وبسرعة بعد الولادة، حتى لو كانت ترضع طفلها رضاعة طبيعية.

ثقي بنفسك
يمكن أن تكون ساعات الولادة صعبة، ولكنها يمكن أن تكون أيضًا تجربة عظيمة حقًا. سوف تنجحين في ذلك وقريبًا ستقابلين طفلك الرضيع.
ثقي بالطاقم الطبي في المستشفى
أنت في أيد أمينة عند الولادة، مع أشخاص ساعدوا نساء كثر على ولادة أطفالهم. لقد رأوا حالات كثيرة، وهم يعرفون ما يحدث في جسمك وكيف يتعاملون مع تحدياتك بالشكل الأفضل.